فضل النصيحة لمنتدى الشباب‎

بسم الله الرحمن الرحيم

أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ{68}


النصيحة : هي بذل النصح للغير والنصح معناه أن الشخص يحب لأخيه الخير ويدعوه إليه ، ويبينه له ويرغبه فيه ، ولذلك قال النبي صلي الله عليه وسلم : الدين النصيحة ثلاث مرات قالوا لمن يارسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم .

وضد النصيحة المكر والغش والخيانة والخديعة .

ولذلك قال سيدنا نوح عليه السلام لقومه حين دعاهم إلي الله تعالي :


{أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }الأعراف62

"وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون" يعني لست بغاش لكم ولا خادع ولا غادر ولكني ناصح .

ورسول الله صلي الله عليه وسلم حين قال : الدين النصيحة .

أي يجب علي المرء أن يكون لإخوانه من الناصحين مبدياً لهم الخير، داعياً لهم إليه ، ثم قال النصيحة لله عز وجل :

أي إنما تكون النصيحة بالإخلاص لله تعالي ومنها أن يكون الإنسان دائماً ذاكراً لربه بقلبه ولسانه وجوارحه .


أما النصيحة لرسول الله صلي الله عليه وسلم فتكون أولاً باتباع منهجه ، وأن يصدق الإنسان بما جاء به وما أخبر به ، وتكون أيضاً بحماية شريعته التى أرسل من أجلها ، وهذا يكون بمحاربة البدع القولية والفعلية والعقدية.

ذلك لأن البدع كلها باب واحد ولأن البدع في الدين ضلالة كما قال بذلك المصطفي صلي الله عليه وسلم "كل بدعة ضلالة".

فيجب محاربة أهل البدع بمثل مايحاربون به السنة ولكن بالتي هي أحسن .

كذلك يكون باحترام أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم وتعظيمهم ومحبتهم لأنهم خير القرون فمن سب الصحابة أو أبغضهم أو لمزهم فهو بعيد كل البعد عن النصيحة لرسول الله صلي الله عليه وسلم .

أما لأئمة المسلمين أي علي الإنسان أن يحرص علي تلقي العلم من العلماء الذين يقودون الناس لكتاب الله ويهدونهم إليه ويدلونهم علي شريعة الله عز وجل فهؤلاء هم الواسطة بين رسول الله صلي الله عليه وسلم وبين أمته.

فيجب علي الإنسان ألا يتبع عوراتهم وزلاتهم ومايخطئون فيه لأنهم غير معصومين.

فمن النصيحة لأئمة المسلمين الدفاع عن عوراتهم وستر زلاتهم وعدم نشرها بين الناس.

وأخيراً يجب أن نحمي أعراض علمائنا وأن ندافع عنها ، وأن نلتمس العذر لأخطائهم ، وأن يكف الإنسان عن مساوئ الأمراء والحكام ، بل تقدم لهم النصيحة ما استطعنا أما عامة المسلمين أن يحب الإنسان لهم مايحب لنفسه وأن يرشدهم إلي الخير ويهديهم إلي الحق إذا خلوا عنه وأن نذكرهم بالله ورسوله.

وبهذا نكون قد نصحنا للجميع.

والله نسأل الهداية والتوفيق .

منقول