أثر القهوة والشاهي على القلب

القهوة هي المشروب الواسع الانتشار والذي يحضر من بذور نبات القهوة المحمصة والتي تعتبر من أكثر المشروبات الشعبية في العالم. ونموذجيا يحتوي فنجان القهوة على 80-140 مليجرام كافيين اعتمادا على نوع الحبوب وطريقة التحضير. وهناك عدة طرق لتحضير القهوة تعتمد على كيفية إضافة الماء للقهوة.
وتساهم القهوة بنسبة 71 % من الكافيين المستهلك ، حيث يعتبر الكافيين المادة المنشطة الأكثر انتشارا في العالم وهو محفز للجهاز العصبي المركزي عن طريق تأثيراته المضادة للادينوسين.
ولقد أثارت البحوث والدراسات على مدى أكثر من 30 سنة الكثير من الجدل حول القهوة والكافيين ومخاطرهما المحتملة على صحة الإنسان. ولقد كانت النتائج السلبية الأولية عقبة أمام التقييم العلمي لفوائد القهوة المحتملة. ولكن ونتيجة للتطور في مجال البحوث والدراسات الوبائية فقد تحولت العديد من هذه المخاطر إلى فوائد صحية ، فقد أشارت الدراسات الحديثة أن الاستهلاك المعتدل للقهوة (3-5 فناجين/يوم) قد ارتبط بخفض مخاطر العديد الأمراض. فقد أتضح أن استهلاك القهوة يفيد في تنظيم مستوى الجلوكوز في الدم ويحمي من مخاطر الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري، كما ارتبط تناول القهوة بخفض مخاطر الإصابة بأمراض الكبد وسرطان الكبد والقولون ويعزى ذلك إلى وجود مضادات الأكسدة الطبيعية في القهوة والتي من أهمها الكلوروجينيك ومشتقاته وLignans إضافة إلى مئات المركبات التي لها فاعلية مضادة للأكسدة والتي تتكون في القهوة نتيجة لعملية التحميص مثل نواتج تفاعل ميلارد والمركبات الحلقية غير المتجانسة . كما لم تثبت الدراسات وجود علاقة واضحة بين شرب القهوة ومخاطر الإصابة بسرطان المثانة.

أما فيما يتعلق بشرب القهوة وعلاقته بأمراض القلب والأوعية الدموية فقد أشارت الدراسة التي قامت بها American Health Foundation إلى إن استهلاك القهوة ليس له أي تأثير على أمراض القلب بالرغم من إن العديد من الدراسات أظهرت وجود علاقة بين شرب القهوة وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب خاصة لدى الأشخاص ذوي الاستهلاك المفرط أو الذين لديهم تاريخ مرضي. وعلى العكس من ذلك فبعض الدراسات تؤكد على أن شرب القهوة وبمعدلات معتدلة يمكن أن يكون مفيد في خفض مخاطر هذه الأمراض والوقاية منها ويعتقد إن هذه التأثيرات المفيدة راجعة إلى فعالية مضادات الأكسدة وخاصة حمض الكلوروجينيك وذلك عند تركيزات ممكنة فسيولوجيا. كما تبين وبشكل مفاجئ أن القهوة لها أعلى فاعلية فيما يتعلق بالخصائص المضادة للأكسدة وربما يرجع هذا إلى التأثير التعاوني لمضادات الأكسدة الموجودة في القهوة.
كما أشارت العديد من الدراسات إلى فوائد أخرى للقهوة متمثلة في الوقاية من مخاطر الإصابة بأمراض مثل الشلل الرعاشي Parkinson’s disease ومرض الزهايمر وخفضها لحدوث حصوات الصفراء إضافة إلى فوائدها في تحفيز التنبيه الذهني وزيادة القدرة على التركيز ومساعدتها على تخفيض أعراض الربو وتحسن الذاكرة المؤقتة.